الفيديوهات الدعوية

سورة الجاثية
سورة الجاثية

سورة الجاثية، من سور القرآن الكريم المكية العظيمة، سميت بهذا الاسم المهيب لما فيها من وصف لمشهد يوم القيامة حيث تجثو الأمم للحساب. تتجلى في آياتها البينات دلائل قدرة الله وعظمته في الكون الفسيح، من تسخير البحار لتجري الفلك بأمره وإذنه إلى تسخير ما في السماوات وما في الأرض جميعًا للإنسان. إنها دعوة صريحة للتأمل العميق والشكر الجزيل والاعتراف بفضل الخالق الوهاب على نعمه التي لا تُحصى، كما ورد في آياتها الكريمة. وتُحذّر السورة بشدة من الغفلة والإعراض عن آيات الله الباهرة والتكبر على الحق. لتُنبّه القلوب إلى حتمية يوم الحساب والجزاء العادل، حيث يُفصل بين المؤمنين المهتدين والكافرين الجاحدين. تُبرز الجاثية الفرق الشاسع بين من يتفكرون في آيات الله ويهتدون، وبين من يعرضون ويظلمون أنفسهم. إنها دعوة متجددة لكل عاقل ليتفكر في خلق الله وعظيم آياته المبثوثة في كل زاوية من هذا الوجود. تؤكد السورة أن كل ما سُخّر للإنسان هو آية بينة لمن يستخدم عقله وقلبه في التدبر والتأمل. ورسالتها الأساسية هي الإقرار بوحدانية الله ووجوب شكره على تسخيره لكل شيء في هذا الكون لنا. سورةٌ تلامس القلوب وتُوقظ العقول إلى حقيقة الحياة ومصيرها الأبدي، وتدعو إلى اغتنام الفرصة قبل فوات الأوان.

سورة البقرة
سورة البقرة

سورة البقرة، أطول سور القرآن الكريم وأجلّها، هي بحقٍّ كنزٌ عظيمٌ من التشريعات الإلهية والتوجيهات الربانية الشاملة التي تلامس كافة جوانب حياة المسلم. تبدأ هذه السورة العظيمة ببيان أهمية القرآن ككتاب هداية للمتقين، ثم تستعرض قصة خلق آدم واستخلافه في الأرض، مروراً بتفاصيل وافية لقصص الأنبياء، أبرزها قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل وما جرى لهم من أحداث وعبر. لا تقتصر السورة على القصص التاريخية فحسب، بل تُفصّل أحكاماً تشريعية بالغة الأهمية في العبادات كالصيام والحج، وفي المعاملات كالزواج والطلاق والديون والربا، مما يجعلها دستوراً شاملاً لتنظيم حياة الفرد والمجتمع. وهي تحوي آياتٍ مباركة ذات فضل عظيم كآية الكرسي، وتُعرف بفضائلها الكثيرة في حماية قارئها وبيته من الشياطين والشرور. سورة البقرة هي نور وهداية، ترسيخٌ لقيم الإيمان والعدل والتقوى، وكنزٌ لا غنى عنه لكل مسلم يبحث عن الفلاح والنور في دروب حياته.

سورة الأحزاب
سورة الأحزاب

سورة الأحزاب: سورة مدنية عظيمة، تستعرض بأسلوبها البليغ دروساً خالدة من تاريخ الإسلام الأول. تُعرف هذه السورة باسم "الأحزاب" لما تناولته من غزوة الخندق، حيث اجتمعت قوى الشر لتحاصر المدينة المنورة. كما تُرسّخ قواعد اجتماعية وتشريعية هامة للمجتمع المسلم، مثل أحكام الزواج، الطلاق، الحجاب، ومكانة أزواج النبي ﷺ. ومن آياتها البالغة العمق، الآية الكريمة: "إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا" والتي تُبرز ثقل الأمانة التي حملها الإنسان، مسؤولية التكليف الإلهي والخلافة في الأرض. إنها دعوة للتأمل في عظم هذا العبء، وفي طبيعة الإنسان الذي ارتضى حملها رغم جسامتها. تُقدم السورة إرشادات حكيمة للصبر والثبات في مواجهة الشدائد والمؤامرات الداخلية والخارجية. وتُسلط الضوء على دور النبي محمد ﷺ كقدوة، وتُعزز من إيمان المؤمنين وثقتهم بنصر الله. إنها تذكير دائم بضرورة التمسك بقيم العدل والصدق والوفاء بالعهود، والتحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة. وبذلك، تُعد سورة الأحزاب نبراساً يهدي الأمة في مسيرتها نحو الفلاح في الدنيا والآخرة.

سورة هود
سورة هود

سورة هود، هذه السورة المكية العظيمة، تشرق بنور الهداية والعبر، وتعد من السور التي قصّت علينا قصص الأنبياء ورسالاتهم لدعوة أقوامهم إلى التوحيد والعدل. تتألق السورة بآياتها البينات التي تعرض لنا مصائر الأمم السابقة، وكيف أن العاقبة للمتقين والصالحين، وتبرز أهمية الثبات على الحق. وفي قلب هذه السورة، تأتي الآية الكريمة: "فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ"، لتكون وصية جامعة لا غنى عنها لكل مؤمن. هذه الآية تعد من أشقّ الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم لما تحمله من تكليف عظيم بالاستقامة المطلقة والثبات على المنهج الإلهي. تأمرنا بالثبات على الحق والعدل دون ميل أو انحراف، وتدعو المسلم والمسلمة إلى التزام شرع الله في كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتهم. كما تحذرنا من الطغيان ومجاوزة الحدود، فليس هناك مجال للظلم أو الاعتداء أو تجاوز أمر الله تعالى. إنها تذكير بأن الله سبحانه وتعالى مُطّلع على كل أعمالنا، لا تخفى عليه خافية، فهو بصير بكل ما نفعل ونجاهر ونخفي. هذه الآية تبعث في النفس الرقابة الذاتية والخشية من الله، وتدفعنا نحو تحسين أقوالنا وأفعالنا. إنها دعوة مفتوحة للتوبة النصوح والعودة الدائمة إلى صراط الله المستقيم، مع الالتزام الصارم بحدوده. فتدبروا معانيها العميقة، واجعلوها منهاجاً لحياتكم، لتنالوا رضا الله وتمام البصيرة في دينه ودنياه.

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري