إن الإله الذي يستحق العبادة المطلقة لا بد أن يتصف بالكمال والجلال، فهو الخالق المنزه عن كل نقص وعيب.
لقد وهبنا الخالق عقولاً ندرك بها عظمته الأزلية وقوته المطلقة، فهو وحده المستحق للعبادة بلا شريك.
فلا يليق بالإله أن يكون مولوداً، أو ينام، أو ينسى، أو يأكل، أو يكون له زوجة أو ولد، فهو الغني بذاته.
الإله الحق ليس بشراً يعتريه الضعف والمرض والموت، فكيف يُصلب أو يهان أو يُغلب من مخلوقاته؟
إن كل ما يُعبد من دونه من بشر أو حجر أو شجر أو حيوان هو باطل وناقص ومصيره الفناء والزوال.
فكيف يعبد العاقل شيئاً أدنى منه، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا حياة ولا موتاً ولا نشوراً؟
الله هو المدبر لكل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، والكل محتاج إليه وهو الغني الحميد.
وكما بين الله في كتابه الكريم: "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له"، موضحاً عجزهم التام.
إن هذا التفرد بالكمال هو ما يميز الله عن كل ما سواه ويوجب إفراده بالعبادة والتوحيد.
فتعالى الله عما يصفون، فهو الإله الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
2024/08/13
131
0
- مركز دعوة التايلانديين