الإعجاز في الحفظ والصون
يتجلى الإعجاز في الحفظ والصون بجلاء تام في هذا الحديث النبوي الشريف الذي يرسخ دعائم الحياة المتوازنة في الإسلام. فبينما يعتبر الزواج وتكوين الأسرة من أعظم السنن النبوية، جاء التوجيه الإلهي ليحفظ الأمة من الغلو والانقطاع عن الدنيا. فحينما همّ بعض الصحابة بالانعزال التام للعبادة، جاءت كلمة النبي صلى الله عليه وسلم حاسمةً، مؤكدة أن سنته جامعة بين العبادة وشؤون الدنيا، منها الزواج، ونفي نفسه صلى الله عليه وسلم عن كل من يرغب عن منهجه المتوازن. وهذا الإرشاد ليس فقط حفظاً للدين من الانحرافات، بل وصوناً للمجتمع من التفكك وضماناً لاستمرارية النسل بطهارة وعفة. إنه إعجاز في حفظ منهج النبوة كاملاً وواضحاً، جيلاً بعد جيل، مؤكداً على شمولية الإسلام وواقعيته التي توازن بين الروح والجسد، وتحمي الفرد والمجتمع من كل أشكال التطرف.