تتجلى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم العميقة تجاه الأطفال في أبهى صورها، مقدمًا لنا نموذجًا فريدًا من العطف الأبوي والحنان النبوي الذي شمل كل جوانب حياته. من أروع الشواهد على ذلك موقفه الشريف مع حفيدته أمامة بنت زينب، وهو موقف يجسد قمة الإنسانية والألفة. فبينما الصلاة ركن عظيم في الإسلام يتطلب الخشوع التام والابتعاد عن أي حركة زائدة أو كلام، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يحمل أمامة، يضمّها إلى قلبه الطاهر بحب لا يضاهى. وكلما أراد أن يركع أو يسجد، وضعها برفق على الأرض بجواره، دون أن يشغل باله عنها، وحينما يرفع رأسه ويقوم من ركوعه أو سجوده، يعيد حملها مرة أخرى، في مشهد يفيض حنانًا ورحمة. هذا الفعل النبوي العظيم لم يكن مجرد تصرف عابر، بل هو درس بليغ في كيفية دمج الألفة الأسرية ورعاية الأطفال حتى في أقدس اللحظات، مؤكدًا أن الرحمة جزء لا يتجزأ من العبادة ومعانيها السامية. إنها دعوة لكل أب وأم ومربٍّ لاحتضان أطفالهم وإشعارهم بالحب والأمان في كل حين، وتعزيز مفهوم الرحمة ليظلوا جزءًا حيويًا من حياتنا، كما جسّد لنا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. (رواه البخاري، حديث رقم 494).
2024/10/15
413
0
- مركز دعوة التايلانديين