تُقدم لنا هذه الآيات الكريمة من سورة هود (106-108) بياناً شاملاً ومؤثراً لمصير البشرية يوم القيامة،
مُصوّرةً بوضوح حال الأشقياء ونهايتهم، حيث يكون مستقرهم في نار جهنم والعياذ بالله،
محل للزفير والشهيق الدال على عمق العذاب والألم الذي لا ينتهي،
مُخلدين فيها أبداً ما دامت السماوات والأرض، إلا ما شاء ربك، في إشارة إلى كمال قدرته وسلطانه المطلق.
ثم تنتقل الآيات لتنير لنا طريق السعادة، وتصف حال السعداء المفلحين،
مبشرةً إياهم بجنات النعيم الخالدة، التي فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين،
مقيمين فيها كذلك ما دامت السماوات والأرض، إلا ما شاء ربك،
ولكن هذه المرة بياناً لدوام النعيم وخلوده، كعطاء غير مجذوذ ولا منقطع من فضل الله الواسع،
مُؤكدةً في كلتا الحالتين على أن الله فعال لما يريد، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه،
لترسخ في القلوب اليقين بالجزاء العادل، والحكمة الإلهية في تدبير شؤون خلقه.
2025/04/23
138
0
- مركز دعوة التايلانديين