سورة الأحزاب: سورة مدنية عظيمة، تستعرض بأسلوبها البليغ دروساً خالدة من تاريخ الإسلام الأول.
تُعرف هذه السورة باسم "الأحزاب" لما تناولته من غزوة الخندق، حيث اجتمعت قوى الشر لتحاصر المدينة المنورة.
كما تُرسّخ قواعد اجتماعية وتشريعية هامة للمجتمع المسلم، مثل أحكام الزواج، الطلاق، الحجاب، ومكانة أزواج النبي ﷺ.
ومن آياتها البالغة العمق، الآية الكريمة: "إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا"
والتي تُبرز ثقل الأمانة التي حملها الإنسان، مسؤولية التكليف الإلهي والخلافة في الأرض.
إنها دعوة للتأمل في عظم هذا العبء، وفي طبيعة الإنسان الذي ارتضى حملها رغم جسامتها.
تُقدم السورة إرشادات حكيمة للصبر والثبات في مواجهة الشدائد والمؤامرات الداخلية والخارجية.
وتُسلط الضوء على دور النبي محمد ﷺ كقدوة، وتُعزز من إيمان المؤمنين وثقتهم بنصر الله.
إنها تذكير دائم بضرورة التمسك بقيم العدل والصدق والوفاء بالعهود، والتحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة.
وبذلك، تُعد سورة الأحزاب نبراساً يهدي الأمة في مسيرتها نحو الفلاح في الدنيا والآخرة.