تُلقي آيات سورة الحج الكريمة، من الآية التاسعة عشرة حتى الثانية والعشرين، ضوءًا ساطعًا ومؤثرًا على حقيقة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، ومآل كل من المتحاجين حول عظمة الخالق سبحانه. إنها تصور لنا بكل وضوح ورهبة المشهد الأليم والعقاب الشديد الذي ينتظر النفوس الكافرة التي أنكرت الحق وأعرضت عن الهدى. فبينما يجد المؤمنون السكينة والنعيم، يُفصَّل لهؤلاء الجاحدين في الآخرة ثيابٌ من نار مُحكمة القصّة، تلتصق بأجسادهم إيذانًا بالعذاب الدائم. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يُصبّ على رؤوسهم ماءٌ شديد السخونة، يبلغ من الحميمية درجة يذيب بها ما في بطونهم من أحشاء وما يغطي جلودهم من بشرة، في منظر تقشعر له الأبدان من شدة الهول. ولزيادة الإيلام، تُعد لهم مقامعُ غليظة من حديد، يضربون بها مرارًا وتكرارًا. وفي كل مرةٍ يحاولون فيها الفرار من أتون الجحيم المُستعر، أو يتمنون الخلاص من وطأة العذاب الأليم، يُدفعون قسرًا ليعودوا إلى لهيبها من جديد. عندها يُقال لهم بلسان التوبيخ الشديد والإنذار القاطع: "ذوقوا عذاب الحريق"، في تأكيد على استمرارية العذاب وشدته التي لا تنقطع. إنها لآياتٌ تحمل في طياتها تذكرةً عميقةً بالغة الأثر، وتحذيرًا صارخًا لكل من يتأمل ويفقه، بأن مصير التكذيب والإعراض عن آيات الله هو الخسران المبين والعذاب الأليم الذي لا فكاك منه.
2025/04/22
152
0
- مركز دعوة التايلانديين