الآية 85 من سورة الإسراء، تحفة قرآنية تتناول قضية جوهرية شغلت فكر الإنسان عبر العصور: حقيقة الروح. بأسلوبها البليغ، تقدم الآية إجابة شافية وحاسمة للسائلين عنها، مؤكدة أن علمها محتفظ به عند الله وحده، فهي من أمره تعالى، ولا يحيط البشر بها إلا علماً قليلاً جداً. هذه الآية ليست مجرد إجابة، بل هي دعوة عميقة للتفكر في حدود المعرفة البشرية وعظمة الخالق. إنها ترسخ مبدأ التواضع أمام العلم الإلهي، وتذكرنا بأن هناك أسراراً غيبية لا يمكن للعقل البشري إدراكها بالكامل، وذلك لحكمة بالغة. تُعزز الإيمان بالغيب وتُلقي الضوء على قدرة الله المطلقة في تدبير الكون. تبقى هذه الآية مصدر إلهام للمتأملين، تفتح آفاقاً جديدة للتساؤل والبحث مع التسليم المطلق لعلم الله. إنها شهادة على الإعجاز القرآني في معالجة القضايا الكبرى بوضوح وإيجاز، وتوجيه الأنظار نحو مصدر العلم الحقيقي، وتذكير دائم بأن علم الإنسان مهما اتسع، يبقى قطرة في بحر علم الله الواسع.
2025/04/22
159
0
- مركز دعوة التايلانديين